Tuesday, June 1, 2010

هدي : بوصفي امرأة موريتانية تعرف التقاليد الموريتانية القديمة والتي كانت بالنسبة لها الهدف من الأسرة غير محصور في الشكل الماديٍ بل من أجل تنمية الأجيال وتربيتهم التربية المناسبة، وكان الرجل حينها إذا تقدم لأسرة ما طلبا في الزواج معني ذالك أنه يكن التقدير والاحترام لتلك الأسرة وهومايلزمه حتما بمعاملتهم معاملة كريمة .

وتدريجيا مع تطور المجتمع بدأت تلك العادة تخفوا شيئا فشيئا بطغيان المادة، فكان الطلاق حينها لايعنى الكثير بالنسبة للمرأة باعتبار أخوة الزوج وأهله يتكفلون بتربية أبنائهم، حتى أن كبار الرجال في تلك الفترة يعتبرون أنفسهم أباء للقبيلة بكاملها، ومع الزمن تغلبت علي تلك العادات الحياة المدنية الحديثة فأصبح كل شخص مسئول عن إعالة أسرته فقط " بالمعني الضيق" وإن تجاوزها بمرؤته يكون معيلا علي أخواته في حالة الطلاق.

أما في في المدينة فتختلف التربية الاجتماعية للطفل مما كانت عليه أيضا في المجتمع القديم حيث كان الطفل يعيش تربية تمنعه القيام بعمل ضار أوغيرمقبول باعتباره مضبوطا بضوابط اجتماعية داخل القبيلة تحول ودونه عن كل تصرف مشين، وإن قام بشئ من ذالك فإن الأهل بإمكانهم القيام بردعه بل كل أفراد المجتمع عكس الحالة اليوم المحكومة بضوابط أخري " المدينة" حيث لايوجد أمرولاناهي وعليه تتعقد الحياة التربوية للولد والمجتمع، وهي الوضعية التي تفرض علي المرأة " المطلقة" التي تهتم بتربية أبنائها أن تعيش بين أمرين أحلاهما مروهما:

العمل: وهوما سيشغلها عن واجبها التربوي للولد بانشغالاتها العملية.

أوتتزوج من جديد " عكس الأول" وهوقديكون من اجل الحفاظ علي تربية أطفالها وتعيش في وضع كريم بغض النظر عن الجانب المادي للزوج سواء كان متزوجا من أجل الحفاظ علي مكانتها الأخلاقية وتحصينا لها من التشرد أولحماية نفسها من نظرات المجتمع السلبية تجاه المرأة الغير متزوجة التي يصفها بها المجتمع " من أمثال امرأة الشارع".،

وهذ الزوج قد يكون محاطا بالكثير من السلبيات بالنسبة للمرأة باعتبار أن الرجل الذي ترغب المرأة في الزواج منه صاحب أخلاق رفيعة ومنحدر من محيط اجتماعي محترم غالبا ما يكون متزوجا أوخطيبا في أهله وهوما يجعلها " المرأة" في هذه الحالة ولراغبة في الزواج منه من جديد بين أمرين أحلاهما مر فإما أن تقبل منه أن تكون احدي الزيجات وخشية من المجتمع توافق منه علي كتمانه " السرية" وهو مايظهر لزميلاتهن تهميشها لكونها تملك الحق

كباقي أخواتها في أن تعيش حياة كريمة، ولاعتبار أن الإسلام يعطيها الحق الشرعي في تعدد الزيجات فيجب الرضوخ له لكونه أدري بشؤونها من نفسها، وأن الرجل تحتاجه أكثر من امرأة في حياته ويكون قواما لأكثر من امرأة وإما أن ترفض فتعيش حالة التشرد المنبوذ اجتماعيا بحثا عن مايسد رمق أطفالها وهو مالا ينصح به.

الحرية: أي الحلول ترينهن من وجهة نظرك وترضينهن للمرأة القبول أن تكون احدي الزوجات أو أن تعيش حالة من العنوسة تنتظر مستقبلا مجهولا؟

هدي: المرأة يجب عليها عدم التنازل عن الحقوق المضمون لها في الإسلام وحريتها تكمن في ما تضمنه الشريعة الإسلامية لها والذي من ضمنه الحق أن تكون احدي الزيجات لكن بشروط أساسها العدالة و التساوي وإن كان ذالك صعبا في مضمونه لقوله تعالي " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم.. " الآية الكريمة. لكن باستطاعة الرجل أن يعدل بينهما في القضايا المادية..الخ.

الحرية: في حالة العجز عن المساواة المطلوبة بالنسبة للمرأة وما قد تعتبره غبنا لها كذكر احدي الزوجات باعتبارها زوجته وكتمان الثانية باعتبار ذالك ضرورة يفرضها حكم السرية الزوجية؟

هدي: لايوجد رجل يمكن أن يكون عاجزا عن المساواة بين زوجاته في الإمكانيات المادية " رغم أنه أدري بذالك" أما ماتفرضه عليه الظروف أحيانا في حالة الزواج العرفي " السري" بأن لايخير الأهل والمجتمع بزواجه من تلك المرأة فله الحق في ذالك وإن شاءت الزوجة قبول الوضع الحالي اورفضه.

وفي هذا الصدد أدعو المرأة لامتثال أوامر الشرع في هذا المجال باعتبار أن الرجل في حالة تعدد الزوجات وفي حالة الأسبقية وإلا ستجد المرأة نفسها بين أمرين أحلاهما مر: طلاق الأولي وذالك ماقد يتسبب في فتح باب للتفكك الأسري في غني عنه المجتمع والهروب من الزواج الأخيرة وهو مالا يخدم مصلحة الاثنتين.

ولذالك جاءت أهمية الحفاظ علي كيان وتماسك الأسرة امتثالا لأوامر الشرع الذي يجعل عليها هالة قدسية يحرم التلاعب بها عكس المجتمع الذي يساعد أحيانا علي التفكك الأسري للكثير من المطبات والتقاليد اللاشرعية وهو في النهاية لايغني من جوع وجوه في استقرارالابناءوتربيتهم . وعلي المرأة أن تعتبران المرة الأولي والثانية إذا صلحت فسيقبلها المجتمع في نهاية المطاف وقد تجد عراقيل في الوصول لتلك المرحلة لكنها من الأفضل لها المرور عبرها بعيدا عن خسارة أسرة بكاملها.

الحرية: في عالمنا اليوم هل تشجعين المرأة في تعدد الزيجات وهل ترين في ذالك عدالة ؟

هدى: بالنسبة لتعدد الزوجات بصفة عامة الرجل هوصاحب المبادرة والمسئول ويجب عيه أن يعرف جيدا أن الزواج ليس بمتعة أولعبة ولا مجرد نزوة لكونه تترتب عنه مسؤوليات سيتحملها ماديا ومعنويا وأقله امتثالا لقوله صلي الله عليه وسلم " استوصوا بالنساء خيرا" وهومايلزم الرجل الراغب في الزواج أنه ليس بمسألة بسيطة لكونه سيجد فيه الجانب السلبي كما الجانب لايجابي كباقي ما يحدث في الحياة حلوها ومرها، كما يجب عليه أن يكون صبورا وحنونا وبإمكانه التغلب علي صعاب الأمور فليس من باب الحكمة أن يجعل الرجل من الطلاق ورقة ضغط يستخدمها حيث ما شاء في الغضب وكل الامورالتافهة، وهو ما أشاع وللأسف كثرة الطلاق في موريتانيا لأسباب لا ترقي إلي الغضب أحري الطلاق، فالمجتمعات المتقدمةتطول العلاقة الاجتماعية أكثر من 30 سنة دون انقطاع فليس معنى ذالك أنهم لايجدون صعوبات في حياتهم الأسرية لكنهم يستطيعون التغلب عليها بالتصبر من أجل التخلص منها ومن أجل الحصول علي أبناء يحملون رتبا عالية كمحامين وقضاة، وعليه يجب علي الرجل في مجتمعنا أن يجعل من الطلاق الخيار الوحيد وليس الأول من أجل الحفاظ علي التماسك الأسري الذي يشهد حالة من التوتر في عالمنا ويبدأ عند بداية الإعدادية بالنسبة للابن وفي سن المراهقة و البنت في سن الزواج .

الحرية: من وجهة نظركم ماهي الطرق الكفيلة التي قد تساعد الرجل علي الأخذ كاملا بحريته في تعدد الزوجات دون أن يكون ذالك سببا في سلب المرأة حقها في المشورة ؟

هدي: يجب علي الرجل أن يتخذ زوجته أحيانا كصديقة لأن الحياة الزوجية قد تكون مرنة باعتبارها خيطا رفيعا يسهل قطعه حيث سلكوا به طرقا غير ودية.. فالحلول والمشاكل التي تعتري طريق الزوج قد تضطريه للجوء إلي صديق اوصديقة ليأخذ وجهة نظرها في موضوع ما، وفي هذه الحالة عليه أن يجعل من الزوجة صديقته ولا يتجافي من أخذ مشورتها فإذا أظهر لها الحنين والنية الصادقة وحاول إقناعها بالتي هي أحسن باعتبار ا من كون مصالحهمامشتركة ويحرص علي أن تبقي علاقتهما تراوح مكانها ويجب عليها التنازل عن شئ واحد مهم بالنسبة لها هو أن لاتكون زوجته الوحيدة " ولكون المرأة ضعيفة الشخصية" فحتما ستتفهم بشرط أن تترك هناك ساحة من الصداقة والصراحة لانه لا توجد امرأة اليوم تساعد عن قصد في إفساد أسرتها لأنها ماتطمح له في حياتها هو قيام الكيان الأسري وهو ما اعتادته الأنثى حتى في صغرها كانت تعمد إلي بناء "خياما من الأوزار" .

الحرية : تخفوا بعض أصوات النسوة من هنا وهناك داعية إلي تعدد " الأزواج" تطبيقا للقاعدة العمل بالمثل ومعمول به في الخليج من طرف الكثير من الموريتانيات بعيدا عن أعين المجتمع الذي يعتبره شرعا من المحظورات فما هي وجهة نظركم في الموضوع؟

هدي : حتى نطقه يجب علينا الابتعاد عنه رغم انه موجود ورغم حرمته الشرعية لايمكن أبدا أن يوصل المرأة إلي أي سعادة ولا يشمل علي أية ايجابية لها فقد أباح لها الشرع تعدد الزيجات فقط أما أن تكون قاسما مشتركا كالرجل فهذا حتى من الناحية العلمية والنفسية غير مقبول.

الحرية: وزارة الشؤون الاجتماعية هل ترين أن لها دورا مهما في حماية المرأة في عالمنا اليوم من تلك الانزلاقات التي تتسبب فيها الحيات الاجتماعية للمرأة التي تشعر معها بالغبن وعدم المساواة؟

هدي : ليست لدي أية معلومات عن تلك الأنشطة التي تقوم بها تلك الوزارة وما أؤكده لكم التأكيد علي أن المجتمع الآن وصل إلي مايمكن أن يصل إليه من الفساد وتردي الأخلاق، وعلي الوزارة وغيرها من الناشطين في هذا المجال النزول إلي أرض الواقع لأن هناك نساء لايجدن زوجا ولا أهلا ولا ناصحا وهن يبحثن عن من سيوجههن وعليهم أن يكونوهم الموجه الثالث حتى لاتضيع البقية لأن الكثير منهن بعانين الضياع ويعشن بين تيارين متناقضين لايعرفن أيهما يلجن التيار المادي المنحرف أوالتيار الملتزم الذي تتداخل فيه مفاهيم الإرهاب.

ويحتجن إلي التوعية وهو الدور الأهم الذي يجب أن يلعبوه.

الحرية: باختصار شديد بما تعنيه لك المصطلحات التالية: الزواج، الطلاق، تعدد الزوجات، تعدد الأزواج، الزواج العرفي ؟

هدي : الزواج: في حالة اختيار الأصلح " نعم" والعكس صحيح.الطلاق: الخيار الأصعب وقد يكون نعمة كما قد يكون نقمة. تعدد الزوجات : يجب استخدامه في حالة الضرورة وعدم تهميشه من أجل الحفاظ علي تماسك الأسرة. تعدد الأزواج : لايجوز وفيه إفساد للمجتمع.

الزواج العرفي " السرية" قد يكون فيه هضم لحقوق المرأة في بعض الحالة وخاصة المرأة الكبيرة أما الصغيرة فلا أحبذه لها.

الحرية شكرا


-----------------------------------------------------------------

No comments:

Post a Comment